مركز علم الهدى الثقافي – مهرجان التكليف الشرعي – مشكلة وحل

ابنتي التى تبلغ من العمر14 سنة بدأ يظهر عليها نوع من القلق المفرط ، وترد على والديها بعصبية وقلق ، وتحاول أن تتدخل في كل الأمور ، كيف نتعامل معها ؟!
 

السائل الفاضل:
 
إن ما تعانى منه ابنتك في عامها الرابع عشر من قلق مفرط أمر طبيعي في هذه المرحلة ، فقد كبرت الفتاة التي كنت تدللها بالأمس ، وصارت تطالب بحق الاحترام والاعتراف بها كناضجة تستطيع تحمل مسئولية هذا النضج ، ومن أهم الحقوق حق إبداء الرأي الذي يؤكد إثبات الذات ، واعتراف الكبار بانسلاخها من الطفولة.

وفي هذه المرحلة يتعرض المراهق/ المراهقة لنوع من تغيرات النمو البيولوجية داخله ، في الوقت الذي تتغير فيه نظرة المجتمع إليه باعتباره مراهقًا ، ولم يَعُد يُنظر إليه كطفل ؛ وبالتالي يبدأ المجتمع في معاملته معاملة مختلفة ، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى أصبح واعياً ومدركًا للتغيرات التي تحدث له في مرحلة المراهقة ؛ لأن نمو الوعي والإحساس بالواقع وإدراكه أصبح موجودًا ومستقرًّا ، بل يصل في هذه المرحلة لقِمَّته ، وكما يزداد الذكاء في هذه المرحلة ، في الوقت الذي لم يكن الطفل ينتبه لتغيرات النمو التي تحدث له في مراحل الطفولة المبكرة والمتأخرة.
 
وإذا كان هذا هو الحال بصفة عامة ، فإن الفتيات أكثر إجبارًا على إدراك هذا التغير عندما يدق مغص أيام الدورة الشهرية في جسدها أول مرة فجاءة.
 
وفي ظل كل هذه المتغيرات المتلاحقة المباغتة يقع المراهق/ المراهقة – و المراهقة بصفة خاصة – تحت وطأة ضغط عصبي ونفسي رهيب هو مزيج من القلق والاضطراب الذي لا دخل له فيه لدرجة كبيرة ، والذي يظهر في صور القلق والاضطراب وعدم الثبات على رأي أو ميل ، ومحاولة التدخل في كل الأمور. ولكن كيف و بما نتسلح لمواجهة هذا القلق الذي تعاني منه المراهقة كما في هذه الحالة ؟
 
بالتفهم الكامل لما تعاني منه وامتصاص غضبها ؛ لأن هذه المرحلة هي مرحلة انفجار الغضب ، مما يجعل المراهقة شخصًا سهل الاستثارة والغضب.
 
ببناء جسر من الصداقة معها ، والعمل على نقل الخبرات لها بلغة الصديقة والأخت لا لغة ولي الأمر ، بأن تشرح لها التغيرات التي تحدث في أعماقها وجسدها ؛ لتزيل الحرج عن عالم الأسئلة الصعب الذي توجهه ويمثل ضغطًا نفسيًا لها ، ولأن هذه الصداقة هي الحماية الأولى لها من أي زلل أو تخبط غير محسوب.
 
على الأم أن تعامل الفتاة كصديقة وأخت تُنصت لها وتسمع بصبر شديد وتفهم وتقبل ، وتناقش معها كل ما يخطر ببالها ، تناقش أفكارها وكل ما تنقله عن الآخرين (كزميلات المدرسة أوالجيران) من أفكار.. وحتى الأفكار التي قد تبدو غريبة وشاذة مهما كانت ، بهدوء وصبر بحيث تطمئن الفتاة إلى أمها وتصبح هي صديقتها الأولى ومكان سرها ، فتستطيع الأم في هذه الحالة أن تنقل خبراتها للفتاة وتصحح مفاهيمها.
 
ما نريد أن نقوله: إن على الأم أن تكون نِعْم العون ونعم السند ، ففي هذه المرحلة تصبح هي المسئولة الأولى عن شرح كل شيء للفتاة.

 

مهرجان التكليف الشرعي بصفوى